أخبار اليوم أجراس فجاج الأرض. عاصم البلال الطيب الجنرال كرامة قراءة فى منصة المسيرات
اندوكا
الجنرال بحر الدين آدم كرامة والى غرب دارفور ، إسم وصفة فى لافتة مركوزة أمام منضدة صغيرة ، فى شقة بحجم مكتب متابعة ببورتسودان ، لامظاهر للأبهة ولا سلطنة دار أندوكا ، ولا حتى القدح الكبير أندوكا ولا السلطان محمد بحر الدين ، هناك ، فى المقر بالعاصمة الإدارية ، المدينة الحمراء بورتسودان ، تستشعر فداحة المصاب والحرب تحيل ولاية الجود والكرم وجنينتها بأقوازها ومدنها إلى كومة ذكريات ، مالنا بتنا مدن وأسماء مجرد قصص وحكايات ونحن على قيد الحياة ، ولو مدينة صبحت قصة يا جنينة فانتٍ القصة ، مدينة و ولاية فى معاناة منذ تسعين القرن الماضى واستهداف إثنى مستمر ، لطيب أهلها وسلامة طويتهم ونقاء سريرتهم ، ولشراسة مجموعات خليط إثنيات بغير ما سوداناوية ، تسومهم سوء العذاب ، وآخر السوم والقبح القتل والذبح ، مشهد بشاعة إغتيال واليهم خميس أبكر من وراء كالوس ، وامتهان جثمانه بالسحل والتمثيل ، ثم الطامة الكبرى دفن شهداء دار مساليت احياء ، وزادوها بمحرقة اردما ولا احد يدرى مافى الجعبة ويستدعى التحويل لمحكمة الجنايات ، وما فى الجبة إلا الله العبارة والقرينة لإعدام الحلاج والمطية للخلاف الأعظم بين الظاهر والباطن ، الجنرال امام تحد كبير وهو إبن المدينة الأول المتسنم منصب الوالى الحيكورة على أولاد الاقواز ، وكرامة خريج كلية الشريعة والقانون من جامعة القرآن الكريم ، يبدو لى فى عقده الخامس شابا حيويا ومتحدثا جيدا ، تقلب بين كم حركة بحثا عن النفس والذات ولتعلم فنون القيادة حتى إستقر ووضع عصا التنقل فى التحالف السودانى جملة الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا ، وبموجبها يتقلد منصب والى غرب دارفور الواقعة فى قبضة مليشيا الدعم السريع وسيطرتها والسلبية ، و ملح الإبقاء على إدارات وولايات انتشار المليشيا بدرافور قائمة لأداء مهامها عن بعد وقرب ، ذلك أن غياب المسميات يسهم فى قيام تشكيلات موازية ، وتمهد لعودة الولايات بما فيها غرب دارفور لحضن الشرعية الثورية الإنتقالية ،حكومة الجنرال كرامة متفرغة لأم المعارك مع قوات المشتركة تحت إمرة الجيش الذى يكن له إعجابا وتقديرا لادواره الكبيرة وبحسبانه الممسك بقواعد وأركان المرحلة حتى العبور إلى تراض وطنى
الشريف
بكرى المدنى الأمين العام لمركز الشريف يدعونى بالأصالة والإنابة عن الدكتورة شذى الشريف رئيس المركز، للقاء بالجنرال كرامة والى غرب دارفور بالعاصمة الإدارية بورتسودان ، ولبيت الدعوة بصفتى صديق المركز الأول تقديرا للزمالة وامتنانا وعرفانا لصحبة بسيد الأسم عثمان الشريف ، تزامن ميعاد اللقاء صبيحة غزو المسيرات الغادر الأول ، تواصلت مع المدنى مستفسرا لو اللقاء قائما ، فعاجلنى بالرد بطريقة لم تمكننى من تبيان حالته ، أثبات إنفعالى أم لشئ إخر والمدنى يؤكد اللقاء فى موعده و يزيد مرددا التماسك مهم لمواصلة الأعمال و ضرورة ثم هتف لن تهزم مليشيا دولة . وصلت على غير عادتى متأخرا نحو ربع ساعة والمدنى يلاحقنى محتجا بأنهم فى حالة تربيع أيدى فى حضرة الوالى منتظرين مقدمى الميمون ، إعتذرت عند الوصول على التأخير واحسست بقبول الوالى تقديرا للظرف العام والخاص وكلانا نازحين بيد أنه برتبة جنرال ووالى وانا صحفى يختتم مسيرة أربعين سنة تائها وممسكا بالمتبقى من الآمال ، هو لقائى الأول بالأخ كرامة ابن مدينة الجنينة ، وفى دواخلى متعجبا مما يملكه واليا فى غير جغرافيته ويود البوح به ، ولكنه فاجأنى والسودان لديه فى هذه المرحله كله غرب دارفور وولاياته تشدد من ازر بعضها بعضا ، لم يدع تساقط المسيرات الغادر محللا بارعا وقارئا لما بين سلسلة إنفجاراتها ، مستهلا حديثه بالأوضاع عن ولايته خطفا بحسبانها الأشد تأثرا بالحرب وقد انتقلت إليها بضراوة بعد العاصمة مباشرة ، وبلغ الأمر أن أكل الناس بعضهم بعضا ، و نسبة من غادروا الجنينة والولاية 80% وال 20% المتبقين عبارة عن حواضن أسرية للمليشيا لا تمثل قبيلة ولا جماعة، ودونهم مقسورين على التعايش مع واقع مأزوم ومعقد
قراءة
الجنرال كرامة يتحدث بلسان قومى مؤمنا بأن حل القضية السودانية بكلية ، يمهد للتسوية والحلول بولاية غرب دارفور ، ويقرأ المسيرات كضرب للضغط على الحكومة للتراجع عن حسم التمرد وجرها للتفاوض ، وتفجير المستودعات محاولة لكسر عزيمة المواطن السودانى ، المتمردون يبحثون عن موطئ قدم وموضع ، وتركيزهم على بورتسودان لتعطيل الجسر الجوى وإبلاغ العالم رسالة مفادها بأن العاصمة الإدارية غير آمنة . ويصف كرامة ما يحدث من قبل المتمردين بالإرهاب الصراح . ويراهن على قدرة الجيش السودانى على تحييد سلاح المسيرات ، ويرى التركيز على ضرب المستودعات هدفه تعطيل تقدم المتحركات الكبيرة فى كافة المحاور بسبب شح الوقود ، ذلك حتى حلول الخريف وبروز سلاح ودفاعات موانع الطبيعة ، لكن هيهات والجيش السودانى محتسب والمستودعات موجودة فى مواقع متعددة ويمضى كرامة بأن سلاح المسيرات يهدف كذلك لإفشال الموسم الزراعى بضرب مستودعات الجازولين ومحطات الكهرباء ، والهدف إحداث مجاعة تبرر التدخلات كما تسعى لذلك الدول الداعمة للتمرد فى عالم لم يجد فيه السودان مُدينا صريحا لمليشيا الدعم السريع . حصار الفاشر لعشرة شهور جزء من مخطط التجويع ومسلسل الترويع وكذلك الهجوم على معسكر زمزم لمنع مساعدة المواطنين فى الفاشر . ولمواجهة هذه الوضعية يقول كرامة بأن الجميع عليه بالوقوف بصدق خلف القائد مذكرا بأن السودان مقبرة الغزاة وإرادة شعبه عصية على الكسر ، وينبه بأن كل الدول التى فرطت فى جيوشها او عددت فيها فقدت البوصلة ومن ثم الأتجاه . ويقول أن مليشيا الدعم السريع لا محل لها من الإعراب فى لغة السودانيين ، وقيادتها لم تكن صادقة لا مع الجيش ولا الناس والهدف الإستيطان الشيطانى الذى يقاومه المساليت بضرواة منذ أمد تسعين القرن الماضى من ذات المجموعة لذا كانوا هدف
رؤية
ورؤية الجنرال كرامة لما بعد الحرب مبنية على إعادة لحمة الترابط الإجتماعى وبناء الإنسان وقدراته وتجنبيه مخططات مليشيا الدعم لقيادة البلد لحرب أهلية. ويزيد بأن عمل سيتصل لزيادة عدة وعتاد المقاومة الشعبية السلاح الفعال الذى أسهم فى إسناد الجيش وإجبار المليشيا على الخروج من العاصمة وليس صحيحا الإدعاء بأن مغادرتها إعادة تموضع ، والحرب أثبتت هشاشة الأحزاب السياسية وبعضها باع مواقفه للمليشيا بثمن بخس ولكن شهر العسل الحرام لايطول . والحكومة حاليا فى حاجة ملحة لحاضنة سياسية يمكن أن تتشكل بائتلاف بين الكتلتين الداخيليتين يعمل على وحدة السودان وعدم السماح باى محاولات لتقسيم جديد وحبذا لو تنطلق مساع لإعادة الوحدة مع جنوب السودان . والهموم القومية لاتنسى الوالى كرامة قضايا ولايته وازمات اهلها ، اذ يبحث عن معادلة لتخفيف صدمات صرف المرتبات الأساسية بلا انقطاع لنحو خمسة عشر الف موظفا تقديرا لتداعيات الحرب وتأمينا لضرورات البقاء على قيد الحياة . ويؤرق التعليم مضجع كرامة والمراكز التى تم تأسيسها فى المعسكرات لامتحانات الشهادة ، وتطرق كرامة بمرارة لموقف الحكومة التشادية فى إفشال معسكر إمتحان امبشى ، ويتحدث عن مساع لنقل الطلاب لأداء الإمتحانات ولتقليل التسرب الطالبى الإجبارى عن التعليم . و لا ينسى فى خضم الأزمات والهموم ،علاج جرحى ومصابى العمليات التحدى الأكبر ، وتدارك إفشال الحكومة التشادية إجلائهم للعلاج ، ويهتم كرامة بالملف لانجازه لأهميته وتأثيره الإيحابى على الميدان والميدان أرض المفاجآت

عناوين الاخبار اليوم الجمعة12يونيو ٢٠٢٥
عناوين الاخبار اليوم الجمعة12يونيو ٢٠٢٥ رئيس مجلس السيادة يهنئ الرئيس الروسي بالعيد الو…