دموع العفاض ستُروي أرض الفاشر بالفرح والانتصارات بعزم البرهان مزدلفة دكام
في السودان، جرت العادة ألا يُفتح سرادق العزاء إلا بعد دفن الميت، أو العثور على الغريق، أو القصاص من الغادر القاتل. أما في العفاض، فقد فُتح العزاء حين حضر كبير الأسرة، رئيس مجلس السيادة، ليؤكد بعزمه ودموعه أن الدم لن يضيع هدراً، وأن الثأر قادم لا محالة.من العفاض، حيث انطلقت دموع الفقد وارتفعت الأكف بالدعاء، ستنصب قريبًا خيام الفرح في الفاشر بعزم الرجال وإصرار القائد الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ويُكرَّم فيها ابن السودان البار أزهري المبارك، الذي جسّد معنى النخوة والمروءة في زمن المحن.كانت تلك الدموع التي ذرفها البرهان أمام نساء الفاشر الصابرات عهداً بالتحرير، لا دموع حزن فقط، بل دموع وعد بالقصاص والنصر.شاهد العالم أجمع مشهد الأمس في العفاض، حيث امتزجت العاطفة بالعزة، والحداد بالأمل. نساء الفاشر اللواتي صبرن على الفقد والاغتصاب والتهجير، أطلقن صرخة من عمق الجراح: “كل القوة الفاشر جوه يا برهان”.صرخة لم تكن شعارًا عابرًا، بل نداء وطن بأكمله، صداه تردّد في الشمال والشرق والوسط والجنوب، ليعلن أن ما يمس الفاشر يمس كل شبر من تراب السودان.لقد تحوّل سرادق العزاء بالعفاض إلى منبر للوحدة الوطنية، حيث اجتمع الوجدان السوداني حول دمٍ واحدٍ، وجُرحٍ واحدٍ، وقضيةٍ واحدة: استرداد الكرامة.ومن هناك، من تلك الأرض الطيبة، انطلقت بشائر الثأر والتحرير، ليُكتب على أيدي الأبطال عهد جديد: أن الفاشر ستنهض، وستزغرد من جديد.وسيبقى أزهري المبارك رمزاً للوفاء والإباء، الرجل الذي لم يتحدث كثيراً، لكنه فعل كثيراً. فتح داره وذراعيه لأهله من دارفور، وأقام مراكز الإيواء، وجسّد معنى “السودان بيت واحد”.وحين يكرم من الشمال، سيكون التكريم الحقيقي من فاشر السلطان، المدينة التي عانت لكنها لم تنكسر، المدينة التي ستشهد قريباً نصب خيام الفرح بعد أن تُدحر المليشيا ويُعلن النصر.من العفاض انطلقت صرخة الغضب، ومن الفاشر سترتفع زغاريد التحرير، ومعها سيبدأ مشوار السودان الجديد مشوار البناء بعد النصر، ورد الجميل لأهل العطاء، وتكريم من وقف مع المظلومين وقت الشدة.فالتحية لأزهري المبارك، والتحية لكل أمٍ بكت ابنها وصبرت، ولكل جنديٍ رابط في الميدان، ولكل سودانيٍ قال: لن نرضى بالهوان.وسيبقى وعدنا واحدًا:من العزاء إلى النصر… ومن الفقد إلى الفرح… ومن الدموع إلى زغاريد الفاشر المنتصرة.

اكتمال مراسم التسليم بين اللجنة التسييرية المركزية الجديدة لجمعية الهلال الأحمر السوداني واللجنة السابقة
بورتسودان: كوين برس جرت اليوم بمقر الجمعية ببورتسودانمراسم التسليم والتسلم بين لجنة التسيي…
