حلفاية الملوك… حصن الأخلاق الذي لم تنجح الجريمة في اختراقه. مزدلفة دكام

الحادثة التي هزّت أركان مدينة حلفاية الملوك بمحلية الخرطوم بحري تُعَدّ الأولى في تاريخ المدينة، ودخيلة على مجتمع الحلفاية؛ ملوك المدينة الذين أخذ ساكنوها صفة الاسم، فهم بالميلاد ورثوا الأخلاق الحميدة، ومترفعون، معتدلون، متعافون من عقد المجتمع الذميمة، مختلفون في كل شيء، كأنهم يقولون: نحن الملوك؛ لا نرتكب الخَطايا الجسيمة، ورؤوسنا مرفوعة، هامتنا عالية.
نحن بيت الشرف والعزّة والتواضع.
الحلفايا مكوّن اجتماعي مترابط، مدينة عريقة متحضّرة، متوحّدون وجدانيًا؛ إذا نزلت دمعة في حي “شيلة” يمسحها حي “الشايقية”، وتُربِّت عليها “فريق الحلوة” و”الضيفلاب”. نحن أسرة واحدة من أولها إلى آخرها، نسيج اجتماعي متعافٍ، مسالم، متعلّم، واعٍ. ومعظم الخلافات التي تقع لا تُحرَّك إلى الشرطة أو المحاكم، لأن الجودية تلعب دورًا كبيرًا، ودائمًا حاضرة عند الكبار كي لا تتفاقم الخصومات.
صنعوا “محكمة العمد”، والخلاف دائمًا لا يتعدّى الخلافات البسيطة. ومعروف أن جميع المراحل التي مرّت بها الحلفايا لم تشهد خلافًا دمويًا. هذه الجريمة ظاهرة دخيلة فرضها الواقع الذي يمر به السودان، استلاب من أفعال المليشيا، لأنهم طوال أعمارهم لم يشاهدوا – لا هم ولا آباؤهم ولا أجدادهم – مثل هذه الحوادث، خاصة أن المشاكل حول الخلاف في الميراث كانت تُحل عبر القانون أو الجودية. قد تحدث خصومات، لكنها لم تصل حدّ التصفية لأسرة كاملة، والمعروف عن جميع أفرادها، حتى القاتل، أنهم ذوو أخلاق وتربية ودين، وإخوة لجميع جيرانهم والمواطنين.
لكن لا بارك الله في مليشيا الدعم السريع التي سمّمت مدينتنا بروح وحشية للجريمة. لن نغفر لهم ولن نسامحهم أفعالهم التي سمّموا بها أفكار بعض المندفعين. ولكن بوعي كبارنا، الذين يمتلكون الحكمة والدراية، وبوعي المستنيرين من أهلنا، ستعود مدينتنا المتعافية الجميلة، وتغنّي مع جماع: على الجمال تغار منّي، وتقرأ طبقات ود ضيف الله و عون الشريف قاسم، ونستمع للموسيقى الرصينة من تسجيلات بشير عباس وفيصل نصر، وقفشات د. عوض دكام.
وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية…يضع حلول عاجلة لتوفير الخدمات الأساسية التي دمرتها الحرب بالنيل الازرق لتهيئة الاوضاع بعد عودة المواطنيين
النيل الازرق :كوين برس كشف وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية د. معتصم احمد صالح عن …