‫الرئيسية‬ Uncategorized يعيد التاريخ نفسه … صمود القصر أمام غزو غردون ..وتمرد حمدان
Uncategorized - مارس 22, 2025

يعيد التاريخ نفسه … صمود القصر أمام غزو غردون ..وتمرد حمدان

تقرير-عايدة سعد

خاص كوين برس

علي امتداد التاريخ شهد القصر الجمهوري بالسودان احداث كثر،كانت الارادة الوطنية حاضره في حسمها وتشكيل ملامحها ،فهذا القصر الذي قتل فيه غرودن وطرد منه محمد علي والمصريون فيما عرف بالحكم الثنائى ، تكسرت علي اسنانه أيضاً احلام بعض المتطفلين سياسيا فغزوه عسكريا ،لكن تبددت احلامهم وحبطت امآلهم في حكم السودان بفضل عزيمة الرجال انهدت امبراطورية بني حمدان واصبح عبره لابن زايد ودول الجوار،فتحرير القصر عموما لا يعني نهاية الحرب ولكنه أنهي اسطورة المليشيا وحلمها في حكم السودان ، وجعلها تذوب وتنزوي مناطقيا بعد ان كان حلمها السيطرة كليا.
أيضا يمثل تحرير القصر الجمهوري السوداني من مليشيا الدعم السريع ، لحظة فارقة في تاريخ السودان،فبعد عامين من استيلاء المتمردين علي القصر يصبح تحريره ليس مجرد انتصار عسكري، بل هو انتصار للكرامة الوطنية ولقيم الحرية والسيادة،فالقصر الجمهوري، الذي لطالما كان رمزًا للسلطة والسيطرة، يعكس الآن نضال الشعب السوداني في استعادة إرادته واستقلاله، بعد عامين من النضال والاستبسال لقوات الشعب المسلحة والقوات المسانده لها.
كما ان هذا التحرير هو بمثابة رسالة للعالم بأن السودان لن يرضخ للاستغلال والهيمنة، وانصاف الحلول.

فالقصر ليس حجارة وجدراناً بل رمزٌ لهيبة الأمة ومن يخوض المعركة لتحريره لا يحمل السلاح فحسب بل يحمل راية الوطن في قلبه.

اعلان التحرير:

أعلن الجيش السوداني، السيطرة على القصر الجمهوري، في ملحمة بطولية خالدة، وسحق شراذم مليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري (رمز سيادة وكرامة الامة السودانية) والوزارات.
وقالت في بيان إن القوات المسلحة دمرت بفضل الله وتوفيقه أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة.

تاريخ عريق:

يقول المفكر الاسلامي بروفيسور حسن مكي ان استرداد رمز السيادة يجتر ذكري مائتي عام مرت علي بناء القصر الجمهوري حيث كان يسمي بسرايا الحكمدارية ،وذلك في العام 1828م، حينما تم اختيار هذا الموقع لبناء القصر الجمهوري، مضيفا بقوله ان محمد علي عندما دخل للسودان كان عاصمته الاولي مدني،ولكن نسبة لانتشار حمي الملاريا واسباب اخري انتقل الي الخرطوم واختار هذا الموقع العبقري الذي بدأ العمل به في العام 1828-1830 م أي قبل 200 عام علي هذا العمل .
موقع عبقري:

ويواصل مكي سرده التاريخي لموقع القصر الجمهوري ومراحل تطوره حيث اوضح ان كلمة سرايا هي كلمة فارسية تعني قصر الحكمدار او قصر الحاكم العام ، وقد تم اختيار هذا الموقع الاستراتيجي علي بعد واحد كيلو متر من التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق ،خاصة ان محمد علي باشا كان يريد قصرا علي النيل ،وهو أهم قصر علي النيل بدءا من فكتوريا وتانا حتي المصب في الدمياط والرشيد،هذا القصر الذي سمي قصر حكمدارية الحاكم العام ، في العام 1830م ،كما ان هذا الموقع العبقري يقال أنه عند مجمع البحرين قال تعالي: (اذ قال موسي لفتاه لا ابرح مجمع البحرين او امضي حقبا) ،بعض المفسربن قالوا مجمع البحرين هنا في النيلين ،لذلك مصر حريصه علي هذا الموقع حيث تم بناء قصر الحاكم العام في هذا المكان ،ثم بعد ذلك جدد في عهد الحاكم خورشيد حيث بني من الطوب سوبا،وهي عاصمة علوة وقد تميزت بطوب خاص بني به القصر الجمهوري الاول،واستمر هذا المبني الي ان قامت الثورة المهدية،،وجاء غردون سكن في الطابق الثاني وجعل مكتبة في الطابق الأول ، وحينما قتل غرودن في26 يناير 1885م، هدم القصر وتم الانتقال الي امدرمان حيث كان حكم الخليفة عبدالله التعايشي،وبعد 13 عام من موته استلم كتشنر الحكم وعلي انقاض القصر اقام المراسم الجنائزية وبدأ في تشييد القصر من جديد ،واستمر ذلك لمدة 5 سنوات ، وقد اخذ شكله الحالي وصولا الي حكم ونجت باشا 1907م وظل الحكام الانجليز يسكنون هذا القصر، أما الحكام السودانيين لم يسكن به احد غير ابراهيم عبود ، وقد اضيفت لهذا القصر مباني جديدة واصبح بشكله الحالي حتي اعلان الاستقلال ،حيث رفع علم السودان اسماعيل الازهري وزعيم المعارضة محمد احمد المحجوب وسلم اخر حاكم عام للسودان علم دولتي الحكم الثنائى ، لذلك ما يشاع في الادب الصوفي عن ان الخرطوم مجمع البحرين او ملتقي البحرين وسيظهر سيدنا الخضر .. صحيح بنسبة كبيرة جدا.
لكل قاصمة عاصمة:

وفي ذات المنحي اوضح بروفيسور حسن مكي ان القصر هو رمز للسيادة ورمز لتاريخ السودان الذي امتد لمائتي عام منصرمة،ويمثل وجه السودان وقبلته وهو المكان الذي يعتمد منه السفراء أوراق اعتمادهم،حيث تبلغ مساحته حوالي 150 ألف متر مربع ،وفيه حديقه اشرف عليها كتشنر وونجت باشا وغيرهم ،اضافة للقصر الجديد الذي بناه الصينيين.
أيضا هذا القصر هو رمز السيادة ودائما الانقلابات العسكرية ما تكون وجهتها القصر الجمهوري ومن الحكاوي الطريفة في ذلك ،ان نميري حينما جاء للحكم سمي القصر بقصر الشعب ولكن هذه التسمية لم تجد نصيبها من الانتشار ،في قلب كل محب للسودان كان هناك وجع وحسره والم وجرح غائر ان رمز السيادة أصبح في متناول ويد هذه الفئة الباغية الضالة المتمردة ، التي دربناها وسلحناها وتطاول بنيانها حتي اصبحت هي الدولة ولها القوة والمناعة،فكان وجودهم جرح غائر في العقل والضمير السوداني،لذلك نحس الان ان هناك عارض وزال، باسترداد القصر الجمهوري ،لانه رمز السيادة والقوة ورمز تاريخ السودان خلال مائتي عام ،مر عليه عدد من الحكام.
عودة الروح للجسم السوداني ،
ولكل قاصمة عاصمة …

رمز السيادة:

الي ذلك اوضح الخبير العسكري لواء ركن (م) أسامة محمد احمد عبدالسلام ان انتصار القصر هو انتصار كبير جدا علي المليشيا ،لأنه جاء بعد قتال شرس ومعارك محتدمه امتدت لمدة أسبوعين في محيط وسط الخرطوم ، توجت بدخول القوات المسلحة ومن يقاتلون معها للقصر الجمهوري ،قائلا: ان هذا التحرير حدث عظيم نسبة لرمزية الموقع المسترد وهو القصر الجمهوري لانه رمز السيادة والسلطة السياسية الاولي بالدولة ،كما أنه كان أول المؤسسات المستهدفة ،واول موقع سيادي ومنشأة هامة تم استهدافها ،والتحصن بداخلها كان القصر الجمهوري ،بعد ان غدرت هذه القوات التي كانت تشاطر القوات المسلحة التأمين، بافراد الجيش السوداني الذين كانوا معها، وفتحت البوابة الشرقية لدخول الرتل الذي كان به قائد المليشيا المتمردة في 15 ابريل 2023م ،واضاف عبدالسلام بقوله…خلاف الرمزية السيادية لهذا الموقع،فهو يمثل آخر نقطة،لمنطقة قلب الخرطوم باعتبار إنه مقرن النيلين ،وبالتالي بعد الفراغ من القصر وشارع النيل سيكون من السهل جداً التحرك جنوبا صوب المواقع السكنية في جنوب الخرطوم ومن ثم الالتحام مع الجيوش القادمة من الجزيرة سواء كان من المحور الموازي للنيل منطقة الباقير أو محور جبل اولياء،وبالتالي تصبح المنطقة ما بين هاتين النقتطين وسط الخرطوم والقيادة العامة والمطار ،وكبري المنشية مسالة وقت ليس الا وبالتأكيد ستكون أقل من الجهد المبذول الفترة الماضية في تطهير وسط الخرطوم باعتباره منطقة سكنية كبيره جدا ،معنويا تحرير القصر شكل ارتياح كبير للشعب السوداني ورفع معنويات الجيش السوداني وخفض معنويات المليشيا المتمردة التي كانت تمني نفسها بعدم الخروج من القصر الجمهوري وقد صرح مستشاروها وقائد المليشيا نفسه، اكثر من مره انهم باقون ولكنهم خرجوا يجرجون ازيال الخيبة والانكسار،ودمرت اكثر من 35-40 عربة قتالية بمن فيها ،قائلا: كل يوم يمضي يقربنا من تحرير الخرطوم الشامل من دنس العمالة والارتزاق.

الكتاب الخاطئ:

وفي منحي ذي صلة قال الخبير الاستراتيجي دكتور أسامة عيدروس ان قيمة تحرير القصر الجمهوري لا تكمن فقط في كونه رمز السيادة وعزة وكرامة السودانيين وانما في التاكيد على ان كفيل المل يشيا ومنظروها وخبراءها جميعا يقراون من الكتاب الخاطيء ويقودون الاف المساكين الى حتفهم بلا دليل في سبيل تحقيق احلام مستحيلة.
الاهم ان الجيش درس تماما هذه الملي شيا وخطط منظريها الى الدرجة التي جعلت تنفيذ الخطط الحربية اقرب للروتين المضمونة نتائجه باقل خسائر من جانب الجيش وباكبر قوة تدميرية للعدو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

كلمة نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق عقار أمام مؤتمر الخدمة المدنية

بورتسودان :كوين برس خاطب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد مالك عقار إير اليوم الجلس…