‫الرئيسية‬ Uncategorized القصر الجمهوري … أجيال وطنية مسيرة عريقة وتضحيات رجال
Uncategorized - مارس 23, 2025

القصر الجمهوري … أجيال وطنية مسيرة عريقة وتضحيات رجال

اعتدال احمد الهادي

للقصر الجمهوري خاصية و رمزية وطنية للسودانيين جيلا بعد جيل فمن هناك جلس عظماء حكموا السودان واتخذ رمزيته من كونه صرح بني بدماء وعرق السودانيين فلو تتبعنا تاريخ تشيده العام ١٨٣٢ عبر سلسلة بشرية امتدت من سوبا حتى مبانيه الحالية استشهد على اثرها عشرات المواطنين الذين اجبرهم المحتل بحمل تلك الصخور فى السلسة.
اما القصر الجديد الذي تم تشييدة فى عهد حكومة الانقاذ عبر دولة الصين ايضا لديه نفس الرمزية آنفه الذكر باعتبار ان القصر يمثل أعلى هرم السلطة التنفيذية ويوجد به رئيس البلاد وفيه يتم استقبال الوفود وبه توقع الاتفاقيات السيادية
اتت من بعد ذلك محطة هامة حينما رفع العلم السوداني على سارية القصر على يد الزعيم اسماعيل الازهري فاتخذ رمزية وطنية وارتبط فى ذهن كل مواطن كونه ركن ركين فى جلباب الوطنية وتمرحل ذلك الصرح الوطني حتى اعتمد كصرح اثري يتم حمايته من قبل منظمات الامم المتحدة عبر اتفاقيات كتب فى العام ١٩٥٤ واخرى فى السبعينيات من القرن المنصرم
دخل الى حياضة ابان حكم عديد الانظمة السياسية التي حكمت السودان اعظم قادات العالم العربي الاسلامي والزعماء العالميين واتخذت واجهته فى العملات الوطنية على كل مراحل مختلفة وبعد ذلك انشأت وحدة عسكرية اطلق عليها الحرس الجمهوري كناية عن القصر الجمهوري.

تاريخ عريق

منذ إستيلاء محمد على باشا على السودان  سنة 1821 م ، أصبح السودان  يخضع للحكم الإستعماري التركي المصري ( 1821 – 1885 م ) وتحت ولاية مصر . وكان يحكم السودان فى هذه الفترة حاكم يُلقب بحكمدار عام السودان .
تحولت العاصمة من عاصمة دولة الفونج ( 1504 – 1821 م )  سنار إلى مدينة ود مدنى فى عهد الحكمدار عثمان بك جركس (1824 – 1825 م )  إتخذ مدينة الخرطوم مقراً له وبدأ في نقل الدواوين الحكومية من ود مدنى إلى الخرطوم تدريجياً حتى تم الإنتقال النهائي وإتخاذ الخرطوم عاصمة لإدارة حكم السودان  في عام 1830م
وضع الحكمدار محو بك أُورفلى ( 1825- 1826 م) أول بناء للقصر من الطين (اللبن)  على شكل مستطيل خصصه كمقر لإدارة حكم السودان وسكناً له وكان يعرف بإسم  ( سراي الحكمدارية ) كان ذلك سنة 1825م على الضفة الجنوبية  للنيل الازرق على بعد أقل من كيلومتر من ملتقى النيلين الابيض والازرق.
في عهد الحكمدار علي خورشيد باشا ( 1826 – 1838م ) أُدخلت بعض الإضافات والتحسينات على مبنى قصر الحكمدارية لتكتمل في العام  1834م. بالاضافة الى انشاء مبنى المديرية حيث نقل إليه دواوين و مصالح إدارة الدولة، ظل قصر الحكمدارية مقر إقامة الحكمدار وأسرته.
 قام الحكمدار عبداللطيف باشا عبدالله ( 1849 – 1851 م ) بهدم مبنى الطين ليعيد تشييده عام 1851م بالطوب الآجر المنقول من بقايا خرائب مدينة سوبا الأثرية وبعض المبانى القديمة بأبى حراز الواقعتين على الضفة الشرقية للنيل الازرق.
تتكون(السراي) الجديدة من طابقين  ومكحل بالحجارة من الخارج و جناح للزوار و آخر خاص بالنساء تحيط به حدائق بها انواع مختلفة من الاشجار كالنخيل والعنب مقراً للحكمدار حتى قيام الثورة المهدية.
مع بداية حكم دولة المهدية ( 1885 – 1898م) التى قضت على الحكم التركى المصرى وقتلت آخر الحكمداريين شارلس غردون على درج السلم بقصر الحكمدارية فى 26 يناير 1885م.
بدأت فترة حكم وطني تم هدم مبنى قصر الحكمدارية وهجرت مدينة الخرطوم  وتحولت العاصمة الى مدينة أم درمان على الضفة الغربية للنيل، وأصبحت هي  العاصمة ومقراً لحكم دولة المهدية (بيت الخليفة) حتى قيام الإستعمار الثنائي الانجليزي المصري.

فى فترة الإستعمار الثنائي الإنجليزي المصرى (1898 -31 ديسمبر 1955 م ) أُعيد بناء الخرطوم مرة أُخرى لتكون عاصمة للسودان وقام هيربرت كتشنر باشا أول حاكم عام للسودان باعادة بناء القصر للمرة الثالثة سنة 1899م.
على الأساس الحجرى لقصر الحكمدارية المهدم فى عام 1900م   إكتمل جزء كبير من مبنى القصر أقام فيه الحاكم الثانى السير ريجنالد ونجت حتى اكتملت بقية المخطط العام لمنشآت القصر وملحقاته بحلول العام 1906م.
شيد بالطوب الأحمر ( الآجر ) إلا أن أركانه بنيت بالحجر الرملى.
يتكون القصر من طابق أرضى وطابقين علويين له ثلاث أجنحة جناح رئيسى يقابل النيل الأزرق ويمتد الي الناحية الشرقية والغربية و جناحين بالجهة اليمني و الاخر بالجهة اليسرى يمتدان من الجناح الرئيسى الى جهة الجنوب
يمثل البناء نصف مربع بعد بناء مبنى المديرية الى الغرب من قصر الحاكم العام ( وزارة المالية حالياً)  انتقلت مكاتب السكرتير الادارى والمالى اليه.
ظل قصر الحاكم العام مقرا وسكنا لحاكم عام السودان طيلة فترة الاستعمار الثنائى الانجليزى المصرى. بلغت المساحة الكلية للقصر فى خلال تلك الفترة ( 74000 ) متر مربع.
في الأول من يناير سنة  1956 م نال السودان استقلاله عن بريطانيا ومصر وتم إنزال علمي بريطانيا ومصر ورفع علم السودان فوق سارية مبنى القصر، ظل القصر المقر الرسمي لرئاسة جمهورية السودان  ورمز السيادة الوطنية وأصبح يعرف بإسم القصر الجمهورى. يضم مكاتب أعضاء مجلس السيادة وإدارات رئاسة الجمهورية، و مقر و مكاتب لرئيس الوزراء فى موقع آخر (وزارة الشباب والرياضة حاليا).

فى فترة الحكومات الوطنية اللاحقة خصص كمقر لرئيس الجمهورية ونوابه ومساعديه ومستشاريه بعد إلغاء نظام المجلس الرئاسي الخماسي (مجلس السيادة). و خصص الطابق الثانى كمضيفة رسمية لضيوف البلاد من الملوك والرؤساء عند زيارتهم للسودان حتى 1974م بالإضافة لمواقع أخرى خارج القصر استخدمت أيضا كمقار للضيافة.
يعتبر الرئيس الأسبق الفريق ابراهيم عبود الرئيس الوحيد من رؤساء السودان فى العهد الوطنى الذى سكن داخل القصر الجمهورى، حيث شيد مقرا لسكنه فى الجزء الجنوبى الغربى من القصر الجمهورى سنة 1960م.
تمت إضافة مساحات جديدة لمجمع القصر الجمهورى فى الجانب الجنوبى فى عام 1971م وإنشئت مبانى إضافية لادارات القصر والحرس الجمهورى  وجراج السيارات داخل مجمع القصر الجمهوري فى الفترات الوطنية المتعاقبة على الحكم.
مؤخراً تمت إضافة مساحات أخرى للقصر الجمهوري فى الجانب الشرقي لتصبح المساحة الكلية للقصر الجمهورى حاليا 150 ألف متر مربع.

القصر الرئاسى الجديد:

كانت الحوجة لإنشاء قصر رئاسي جديد يلبى إحتياجات و مهام وظائف رئاسة الجمهورية  لتواكب العصر والتطور التقنى وكانت هناك محاولات لإنشاء القصر الرئاسي الجديد خلال الحكومات الوطنية السابقة. وتم الإتفاق على إنشاء قصر رئاسي جديد إبان زيارة الرئيس الصينى خوجين تاو للسودان عام 2007 م. تم توقيع عقد وإجازة تصميم مبنى القصر الرئاسى الجديد بعد إكمال كافة الدراسات الفنية حول المشروع فى عام 2009 م. وقع عقد التنفيذ فى 25 نوفمبر 2010 م. بدأ عمل المشروع فى مارس 2011 م. ليفتتح رسمياً فى ليلة 26 يناير 2015 م على يد الرئيس السابق  المشير/ عمر حسن أحمد البشير و رفع العلم فوق سارية القصر إيذاناً بإنتقال قيادة رئاسة الجمهورية للقصر الرئاسى الجديد.

اهمية رمز السيادة للسودانين

بعد عامين من الظلام يسطر ابطال القوات المسلحة بتشكيلاتها المختلفة لوحة اكتملت مع العشر الاواخر من الشهر الكريم بتحرير رمز كرامة كل سوداني القصر الجمهوري ليبدا تاريخا جديدا على عرصاته نحت تحريره بجمعة الانتصار ايقونة تظل باقية يكتبها جيل من بعد جيل.
ظلم و قهر وقع على السودانين من عملاء وخونة من دول ظنها شقيقة الا انها أرادت لهم ذلا و تنكيلا برز طلعها في موارده و سيادته لتجد حصنا و سدا منيعا من جيشه وشعبه لينقشع فجر الخلاص و يعيد التاريخ نفسه ليسطر مولد شعبه، ويخلد يوم من أيام السودان المجيدة انتصارات تعبر نشوى و تغلب سلوى بشارات جاءت على جمعة كان نصرها و فسيلة فى بناء السودان بان غرسها.
بتحرير القصر الذي بات يشكل صرة السودان وعنوان البلاد فللقصر أهميته النفسية منها ايضا المعنوية للسوادنين فكم من ناشد حمل بندقيته حدثته نفسه لتحرير رمز غرس فى لب الاجيال القصر الحمهوري و تنبع أهميته فى كونه رمزا يوازي وحدة جيش بل يمثل قبلة السودان المركزية فلكل بلاد عنوان و السودان قصره هو هوية العنوان اذ يشكل تحريره معركة فاصلة لها تبعات تترى على كافة الاصعدة وتمهد لبدء تاريخ جديد، سودان ما بعد الحرب وبعد الانتصارات و التي شكل الشعب السوداني معاني مختلفة في التضحية والإباء والعزة تكالبت عليه دول تريد كسر عزيمته وتمريغ انفه فى التراب ولكن هيهات هناك عيون ترصد ويدا تقاتل واخرى تطيب خاطرا كل تلك المعاني ترسمها ريشة القوات المسلحة بنثر الافراح وتحرير الولايات بفدائية اذهلت العالم وبصبر شعب ينهض مع كل كبوة رافعا شعاره جيشا واحد شعبا واحد. ليرفرف قصرنا الجمهوري على انتصارات مهرت بالدماء الطاهرة لاناس ارادوا ان يكونوا عابرين لنعيم الدنيا الزائل ولتاريخ السودان عنوان وافر بالعطاء سودان جديد برؤية رسمها تحرير القصر الجمهوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

كلمة نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق عقار أمام مؤتمر الخدمة المدنية

بورتسودان :كوين برس خاطب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد مالك عقار إير اليوم الجلس…